يعتبر عالم الطيران، بما يحمله من أسرار وألغاز فضاءً مليئاً بالتفاصيل الدقيقة والقصص المثيرة، ويعرف الجميع أن الطائرات تسير في السماء عبر طرق محددة، لكنها ليست مجرد خطوط عشوائية رُسمت في الهواء، بل لكل طريق جوي هوية فريدة، ولكل نقطة على امتداد هذه الطرق اسم خاص لا يتكرر.
النقاط الجوية أيضاً ليست مجرد مواقع على الخرائط، بل جزء من نظام صُمّم كي يُبقي الطائرات في مساراتها ويحفظ الأجواء من الفوضى.
تنقسم النقاط الجوية إلى نوعين رئيسيين:
الأول يُسمى Mandatory reporting point «نقطة إبلاغ إلزامية»، بحيث يجب على الطيار إبلاغ المراقب الجوي عند المرور بها في حال غياب التغطية الرادارية.
أما النوع الثاني، فهو Non mandatory reporting «نقطة إبلاغ اختيارية»، أي لا يتعيّن على الطيار الإبلاغ عنها إلا إذا طُلب منه.
بدأ تحديد هذه النقاط في منتصف القرن الماضي مع تطور أنظمة الملاحة الجوية، بهدف تنظيم الحركة وتجنّب اصطدام الطائرات، خاصة في الأجواء المزدحمة. ومع ظهور التكنولوجيا الحديثة واستخدام أنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية مثل (GPS-RNAV)، أصبحت هذه النقاط رقمية، تُعرض على الخرائط الملاحية للطيارين والمراقبين الجويّين.
تسمية النقاط الجوية كانت تتم بشكل تقليدي، ثم أصبحت تتم عبر الكمبيوتر وفق معايير محددة، مثل وجوب أن تتكوّن الأسماء من خمسة أحرف، وأن لا تتكرر في الإقليم الواحد وغير مسيئة.
في بعض الأحيان، تكون المسميات مستوحاة من المواقع الجغرافية، كالقرى أو المدن، أو من تاريخ المنطقة، في حين أن الأغلبية العظمى منها تظل عشوائية بلا معنى ظاهر.
في الأجواء السعودية، مثلاً، تُزين السماء أكثر من 850 نقطة بأسماء بعضها مستلهمة من جغرافيا وتاريخ المملكة، مثل «DURMA» التي تقع على طريق الرياض جدة وهي نسبة إلى مدينة ضرما، و«DEESA» التي تعبرها الطائرات القادمة للأجواء السعودية من الأردن وهي من «الديسة» في منطقة تبوك.
هناك أسماء تحمل عبق المكان مثل «SIBLI» جنوب حفر الباطن ومأخوذة من «روضة السبلة»، وأخرى ذات رمزية مثل «ROSUL» بين القصيم والمدينة و«BELAL» شمال المدينة.
عالمياً، تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية بعدد النقاط الجوية وبأسماء لافتة وطريفة مثل «BURGR» و«HAMMM»، وفي ولاية جورجيا، هناك نقطة «PEACH»، تيمناً بالخوخ الذي تشتهر بإنتاجه وELVIS نسبةً للمغني الشهير برسلي، بينما في أستراليا نجد «FRODO»، مستوحاة من شخصية سيد الخواتم، وفي إيطاليا لا يمكن أن تخلو السماء من مسمى «PIZZA»، أما في كندا عند القطب الشمالي فتقع «BORED»، التي تعكس برودة الحياة هناك ومعناها مملّ.
رغم الجديّة التي تميّز عالم الطيران، فإن هذه الأسماء أحياناً تُضفي شيئاً من المرح على حوارات الطيارين والمراقبين الجوّيين، لتكسر حدة الرسميات وتُدخل لمسة من روح الدعابة في هذا العالم الصارم، ولعلّ هذه الحكايات الصغيرة تستحق أن تُحكى يوماً ما في مقالةٍ أخرى.
النقاط الجوية أيضاً ليست مجرد مواقع على الخرائط، بل جزء من نظام صُمّم كي يُبقي الطائرات في مساراتها ويحفظ الأجواء من الفوضى.
تنقسم النقاط الجوية إلى نوعين رئيسيين:
الأول يُسمى Mandatory reporting point «نقطة إبلاغ إلزامية»، بحيث يجب على الطيار إبلاغ المراقب الجوي عند المرور بها في حال غياب التغطية الرادارية.
أما النوع الثاني، فهو Non mandatory reporting «نقطة إبلاغ اختيارية»، أي لا يتعيّن على الطيار الإبلاغ عنها إلا إذا طُلب منه.
بدأ تحديد هذه النقاط في منتصف القرن الماضي مع تطور أنظمة الملاحة الجوية، بهدف تنظيم الحركة وتجنّب اصطدام الطائرات، خاصة في الأجواء المزدحمة. ومع ظهور التكنولوجيا الحديثة واستخدام أنظمة الملاحة بالأقمار الصناعية مثل (GPS-RNAV)، أصبحت هذه النقاط رقمية، تُعرض على الخرائط الملاحية للطيارين والمراقبين الجويّين.
تسمية النقاط الجوية كانت تتم بشكل تقليدي، ثم أصبحت تتم عبر الكمبيوتر وفق معايير محددة، مثل وجوب أن تتكوّن الأسماء من خمسة أحرف، وأن لا تتكرر في الإقليم الواحد وغير مسيئة.
في بعض الأحيان، تكون المسميات مستوحاة من المواقع الجغرافية، كالقرى أو المدن، أو من تاريخ المنطقة، في حين أن الأغلبية العظمى منها تظل عشوائية بلا معنى ظاهر.
في الأجواء السعودية، مثلاً، تُزين السماء أكثر من 850 نقطة بأسماء بعضها مستلهمة من جغرافيا وتاريخ المملكة، مثل «DURMA» التي تقع على طريق الرياض جدة وهي نسبة إلى مدينة ضرما، و«DEESA» التي تعبرها الطائرات القادمة للأجواء السعودية من الأردن وهي من «الديسة» في منطقة تبوك.
هناك أسماء تحمل عبق المكان مثل «SIBLI» جنوب حفر الباطن ومأخوذة من «روضة السبلة»، وأخرى ذات رمزية مثل «ROSUL» بين القصيم والمدينة و«BELAL» شمال المدينة.
عالمياً، تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية بعدد النقاط الجوية وبأسماء لافتة وطريفة مثل «BURGR» و«HAMMM»، وفي ولاية جورجيا، هناك نقطة «PEACH»، تيمناً بالخوخ الذي تشتهر بإنتاجه وELVIS نسبةً للمغني الشهير برسلي، بينما في أستراليا نجد «FRODO»، مستوحاة من شخصية سيد الخواتم، وفي إيطاليا لا يمكن أن تخلو السماء من مسمى «PIZZA»، أما في كندا عند القطب الشمالي فتقع «BORED»، التي تعكس برودة الحياة هناك ومعناها مملّ.
رغم الجديّة التي تميّز عالم الطيران، فإن هذه الأسماء أحياناً تُضفي شيئاً من المرح على حوارات الطيارين والمراقبين الجوّيين، لتكسر حدة الرسميات وتُدخل لمسة من روح الدعابة في هذا العالم الصارم، ولعلّ هذه الحكايات الصغيرة تستحق أن تُحكى يوماً ما في مقالةٍ أخرى.